دفعها حبها لمجال عملها وإدراكها أهمية عمل المهندس الزراعي في مساعدة المزارعين بالتغلب على المشاكل الزراعية التي تعترضهم بما يضمن حصولهم على إنتاج متميز كما ونوعا لإعداد دراسة حول حشرة "كامبيلوما فيرباسي" التي تصيب ثمار التفاح وتلحق ضررا كبيرا بها.
وقالت المهندسة الشابة نجود العماد لنشرة سانا الشبابية إن دراستها هي الأولى في هذا المجال على مستوى سورية وإن الأضرار المتكررة التي تسببها هذه الحشرة التي ازدادت عاما بعد عام في منطقة السويداء هي السبب الرئيس لإجراء هذه الدراسة لاسيما بعد ازدياد شكاوى المزارعين منها نتيجة ضررها على الثمار جراء ازدياد أعدادها لاحقا وظهور ذلك بشكل واضح منذ عام"2003".
وأضافت إن هذه الحشرة المنتمية لعائلة البق ورتبة نصفية الأجنحة تسبب أضرارا كبيرة تتمثل بوجود نقر فلينية وإنخماصات وبالتالي تشوه الثمار وتخفض من قيمتها التسويقية مبينة أن نسبة الضرر بها تتفاوت من عام لآخر وقد تصل في بعض الأحيان إلى 40بالمئة.
وتضيف العماد:" إن هذه الدراسة تهدف إلى التعرف على بعض الصفات "المورفولوجية والبيولوجية" لهذه الحشرة وتحديد دورها ضمن مكونات النظام البيئي لأشجار التفاح وبيان أهميتها الاقتصادية كحشرة ضارة على التفاح وكعدو حيوي للآفات الثاقبة الماصة وللأكاروسات التي تهاجم الأشجار".
الدراسة التي قدمتها العماد ضمت خمسة محاور تعلقت بطور السكون لدى الحشرة وبيئتها الصغرى وتصنيفها ووصفها المورفولوجي أي الوصف النباتي لها ودراسة تغيرات كثافة المجتمع الحشري مع الزمن خلال الموسم وكذلك علاقة الطور الفينولوجي للثمار مع الضرر وأيضا القدرة الإفتراسية للحشرة على الأكاروس ذي البقعتين ومن التفاح الأخضر.
وبينت نتائج هذه الدراسة أن طور السكون للحشرة "التشتية" هو طور البيضة وتكون مغروسة في اللحاء ضمن الطرود الفتية لأشجار التفاح حيث تفقس هذه البيوض مع ارتفاع درجات الحرارة في الربيع لتتغذى على ثمار التفاح العاقدة حديثا مسببة لها الضرر الكبير.
وتمكنت الباحثة من توصيف أطوار الحشرة مورفولوجيا من خلال تربيتها مرحليا على أوراق تفاح مصابة بالاكاروس ذي البقعتين حيث وضعت مفتاحا تصنيفيا لطور الحورية إضافة لطور الحشرة الكاملة.
وتشير العماد إلى أن الدراسة بينت أن أول ظهور لحورية الكامبيلوما على أشجار التفاح في منطقة ظهر الجبل بالسويداء في منتصف شهر نيسان بينما أول ظهور للحشرة الكاملة في بداية شهر أيار موضحة أن نشاط الحوريات ينتهي في الثلث الثاني من شهر تشرين الأول أما الحشرات الكاملة ففي أواخر شهر تشرين الثاني.
كما أظهرت الباحثة أن للحشرة أربعة أجيال في منطقة الدراسة وأن الفترة الزمنية التي تحدث فيها الإصابة بها على ثمار التفاح هي الواقعة بين بداية العقد وحتى ثمار بقطر 4 سم لتنعدم ظهور الأعراض على الثمار ذات الأقطار الأكبر.
وتلفت العماد إلى أن نتائج التحليل الإحصائي عند دراسة الكفاءة الافتراسية لطوري الحورية والحشرة الكاملة كشفت عن وجود فروق معنوية في معدل استهلاك الأكاروس ذي البقعتين وحشرة المن الأخضر بين أعمار طور الحورية وطور الحشرة الكاملة.
من جهته ذكر عضو مجلس فرع نقابة المهندسين الزراعيين بالسويداء المهندس / عصام حديفة / أن هذه الدراسة جاءت منبهة ومحذرة كون حشرة /كامبيلوما فيرباسي/ المسجلة حديثا هي من الآفات الثانوية على ثمار التفاح إلا أن شدة الإصابة بها بدأت تزداد في الأعوام الاخيرة حيث يخشى من تحولها إلى آفة رئيسية الأمر الذي يستوجب عندها زيادة عدد مرات المكافحة وبالتالي ارتفاع التكاليف على المزارعين فضلا عن أضرار المبيدات على البيئة.
ويضيف حديفة:" إن هذه الحشرة سجلت بشكل رسمي لأول مرة ضمن المدرسة الحقلية لمزارعي التفاح في بلدة الكفر عام 2006مبيناً أنها تنتشر اليوم في غالبية مواقع زراعة هذا المحصول مع ملاحظة ارتفاع نسبة الإصابة العام الماضي على بعض الأصناف الحمراء حيث وصل الضرر فيها إلى أكثر من/30/ بالمئة".
يذكر أن المهندسة نجود العماد حاصلة على بكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة دمشق لعام 2003 و دبلوم دراسات عليا قسم وقاية نبات عام 2005وماجستير في علوم وقاية النبات بمرتبة شرف.
عمر الطويل
المصدر: سانا إرسال الى صديق عــودة
|