ولد شاكر الفحام في مدينة حمص عام 1922 ورحل في حزيران عام 2008 مخلفا مؤلفات هامة في الدراسات اللغوية التي شكلت محور اهتمامه فلم تشغله المناصب السياسية التي تسلمها سفيرا ووزيرا للتعليم العالي ووزيرا للتربية عن عشقه للغة الضاد.
وعرف عنه عمله الدؤوب لإعادة مجدها وقام بدور بارز في حركة التعريب في الجزائر بعد استقلالها عندما شغل منصب سفير سورية فيها بين العامين 1964 - 1968 وأصبح المشاور المعتمد في شؤون حركة التعريب في الجزائر .
استقدم الفحام خيرة الأساتذة والمعلمين السوريين للتعليم في الجزائر وشارك في بناء الجزائر الحديثة في التربية والتعليم، له نتاج فكري هام شمل المقالات والمصنفات وتحقيق تراجم بارزة لأبن عساكر، كما قام بتحقيق المخطوطات الهامة في المكتبة الظاهرية كالكوكبيات إضافة للكتب ومنها كتاب الدلائل في غريب الحديث، إلا أن ميله للتراث الشعري كان واضحا، ولعل ذلك يبرز في كتابه حول الشاعرين الفرزدق وبشار بن برد وقد أسهم في تقدم جامعة دمشق حين تسلم رئاستها وعرف عنه تفاؤله الشديد في مستقبل اللغة العربية وإيمانه بقدرتها على مواكبة العصر الذي كان سببا بدعوته لإعادة بعثها .
نال الإجازة الجامعية في اللغة العربية في جامعة القاهرة عام 1946 ثم الدكتوراه في الجامعة نفسها عام 1963 وشغل منصب المدير العام لهيئة الموسوعة العربية الكبرى وكان عضوا في مختلف المجامع والهيئات والمجالس المعنية باللغة العربية .
اشتغل الفحام على التأسيس المنهجي والمعرفي للنقد الوصفي والتحليلي والتأصيل والتحديث وتمثلات اللغة العربية للهوية القومية في صلب الممارسة النقدية ضمن مسعى توظيف التراث النقدي في مسارات النقد العربي الحديث .
برزت ريادته في نقد الشعر في كتابه المميز الفرزدق الذي وضعه عام 1962 وطبع عام 1977 كما ترسَخت مزايا نقده للشعر في كتابه الثاني نظرات في ديوان بشار بن برد عام 1978، ثم تلاحقت مؤلفاته في هذا المنهج فألف كتاب مختارات من شعر الأندلس عام 1979 ليشكل علامة تدل على دقة منظوره النقدي ومنهجه التحليلي .
كتب الراحل الكثير من المقالات النقدية في إطار اهتماماته وعنايته بالشعر العربي وتراثه الجم فكتب روضة الشعر الأندلسي عام 1988 وملاحظات تتناول نص ديوان بشار بن برد عام 1982 وشعر منصور النمري عام 1981 وديوان أبي الفتح البستي عام 1983 وديوان ابن الرومي عام 1985 والمجموع من شعر القحيف العقيلي عام 1987 والمستدرك على دواوين شعراء العرب المطبوعة عام 1988 والتعليقات على تصحيح ديوان البستي عام 1990 وديوان المعاني وفهرسة أشعاره عام 1995 والإبانة عن سرقات المتنبي عام 1993 والقصيدة اليتيمية والدوقلة عام 1992 .
كما وضع مقدمات لكتب عن الشعر مثل ديوان دريد بن الصمة القشيري والتعريف بأقدم مخطوط لديوان الفرزدق، كما حقق كتاب المختار من شعر بشار عن مخطوط تونس بين عامي 86 - 87 في حين نقد كتبا نقدية عن الشعر والشعراء من أمثال كتاب بشار بن برد للدكتور عمر فروخ عام 1981.
رانيا الخطيب
المصدر: الثورة إرسال الى صديق عــودة
|